أرشيف المدونة الإلكترونية

حكاية زينب



دخلوها وصقيرها حام أنا ليهم بقول كلام
سن اب درق الجرادى تكل الجدرى البِعادى
للخصيم ضربو بياذى موسى المُر الحِجازى


دخلوها وصقيرها حام أنا ليهم بقول كلام
هذه من أشهر أهازيج الحماسة في السودان ويعرفها كل أهل السودان ويرقصون طرباً علي لحنها الجميل ويا ليت هذا اللحن كان على كلمات لها معانٍ غير المعاني التي تحملها هذه الأغنية... والحمد لله أن كثيرين مِن مَن يهتزون ويتثنون بأعطافهم وأردافهم لا يعلمون ولا يفكرون في معانيها..ومن يعلمها منهم فهو لا يتفق معها....أعرف شخصاً أحترمه يطرب جدًا لهذه الأغنية ولكنه يُغمى عليه إذا شاهد خروفاً يُذبح.
قصة الأغنية : أن صراعاً نشب بين العوضية وعائلة فرح الذين يقيمون حول أم مغد بمركز الكاملين وذلك بسبب الأراضي مما تسبب في صدام وقتال بين الطرفين حيث حشد العمدة البخيت بابكر ضحوي أهله وأبناء عمومته وكذلك فعل الطرف الآخر وحينها شاهدت الشاعرة (زينب بابكر عبد الله الشوبلي ) تلك المعركة وأنشدتها في مدح البخيت وفرسانه وهم يُقتلون ويفتكون بأهلهم ومواطنيهم !! وصقيرها حام للتدليل على الجثث التي خلفتها الحرب الأهلية تلك ؟؟ يعني ببساطة نحن نطرب للقتل وجثث أهلنا تأكلها الصقور...لا والله لسنا كذلك ..لا والله نحن لا نطرب لحرب بيننا ....ولكنها الموسيقى فقط هي التي تهزنا...وكثيرون يظنون أن ذاك القتل لعدو أجنبي اعتدى علينا فقتلناه وتركناه للصقور...
....
تعالوا نربط أغانينا بمعانيها...(بمناسبة الشاعرة زينب فهي أيضا من صاغ كلمات بجر القول والشكر لي الباسل بابكر ألفت هذه القصيدة في جدها بابكر .)
وأغنية أخرى أيضًا مشهورة لها بعض معان لا تناسب جمال موسيقاها : هي أغنية الشيخ سيرو التي يُتغنى بها في الأعراس , لها تاريخ ولها قصة تُنسب للخليفة الشيخ (النظيف) ابن الخليفة أحمد بدر والذي تميز عن إخوانه وأقرانه وأبناء جيله ، حيث كان شديد الاعتداد بنفسه و كان له أتباع وحيران ومُداح ومن ضمنهم الشاعرة الشهيرة(أم برعة) التي كانت معجبة بشخصية الخليفة الشيخ منذ أن التحقت به..وعند زواجه من السيدة بنت الشيخ العباس بن الشيخ العبيد ود بدر وهي ابنة عمه وكان زواجاً مشهورًا و كان في حدود عام 1902 وكان عمر الشيخ العريس ثمانية عشر عاماً فقط. 
الشاعرة المُجِيدة بعد شُكرها للشيخ و إخوانه...شرعت في وصف المقدرة المالية والقوة الشرائية للشيخ...فهو قد دخل أم درمان واشتري كل الأقمشة المستوردة فيها .. (كمل قماش النصارى) ثم بدأت في وصف الشيلة و(تفريج) الناس عليها ..ثلاثة قدور محلبية و تلاتة فدور صندلية و تلاتة قدور ريحة نية ..ولم يفوتها وصف كميات الطعام الذي بُذل للناس ..وكذلك ما تم التصدق به من ملابس للفقراء بمناسبة الزواج الشهير...من الطريف في هذه المدحة أن نسيبة الشيخ لم تكن راضية عن الشيلة ونقنقت..ويمكن سبب نقنقتها دا هو الخلا الشيلة ترتفع من تلاتة إلى ستة إلى اطناشر...
لحن الشيخ سيرو لحن شديد الجمال..وفيه كم من الفخر الودود يجبرك على الطرب...إلا أن المعاني التي حوتها الأغنية تحتاج إلى بعض التعديل والإضافات...فيا ليتها جعلت النسيبة في صورة أبهى وصاغت لها كلمات ترحب بزوج بنتها لشخصه ولا تستزيد فيما جلبه لهم من شيلة....( الظاهر كل النساء اللائي عطلن زواج بناتهن بسبب الخلاف علي الشيلة كن من المتأثرات :بـ :( و نسيبتو قالت شوية).

..................التيار

TAG

عن الكاتب :

هناك تعليق واحد

  1. لقد فسرتها علي هواك خطٲ في خطٲ ابحث عن المعنێ الحقيقي للغنية

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *