أرشيف المدونة الإلكترونية

مريسة تام زين





مريسة تام زين ..

(تام زين) طفلة من قاع المدينة ..
تعمل في وظيفة (ساقي)
بإحدي الانديات أو الحانات الفقيرة
(مكان بيع الخمور البلدية)
والحانة المقصودة هنا عبارة عن راكوبة
عفا عليها الزمن (ولم يعف عنها)
وإتهلهلت بفعل القِدم والحرائق -التي لابد منها -
والغضبات الشهيرة لرواد الحانة ..
اليزعل كلو يجرلو منها عود
( تقول الخربت دي دار أبوهو)..

و تام زين تتحرك كالنحلة بين الزبائن ..
تخدمهم وتقف عليهم بجسدها المنهك وساقيها النحيلين ..
 وتراقب بنظراتها المرتجفة ما يعجز عن شربه الزبائن .. فتتناوله (خفية) و(تدكنه) في إناء يخصها ..

أواخر الليل تبيعه بثمن بخس-- بخس جدا --
للجماعة المقطوعين والدايرين ( يتموها) ..

كانوا يعرفون أن ما يقدم لهم هو فضل أفواه الآخرين ..
ولكن في أوقات مماثلة ومجتمعات مشابهة من يهتم؟

صارت تام زين ومريستها معروفين ..
في مجتمع الغائبين والمغيبين ..
وفي عموم مجتمع قاع المدينة ..

وحين ساء حال البلد وضاقت سبل العيش
(وبقت الشغلة ماجايبة حقها)..
صار عاديا أن يصادفك السيناريو التالي::

العربجي وهو علي الكارو (الفاضي)
يلاقي زميلو (الفاضي برضو) ويدور الحوار التالي:
ياخوي الشغل كيف والعداد؟
يرد الثاني:
(أريتو يجيب مريسة تام زين) ..
يفهم الأول مغزي الإجابة ويمضي لحال أحزانه ..
يتكرر السؤال وتتكرر الإجابة ..
حتي صارت مثلا لسوء الحال والمآل ..

وكما يحدث في مجتمعات وظروف مماثلة ..
تسربت المقولة من قاع المدينة إلي كل البيوت ..
وتم تحويرها لتناسب أوضاعا مختلفة
دون أن يتحرج من لفظها القائل ولا المتلقي ..

مثلا ::
واحد بليد جدا تاخدو (هوشة)
يقعد يقرا من المغرب لي نصايص الليل ..
كل ما يكوركولو لي العشا ..
يا ولد تعال إتسمم ..
أنا قاعد أقرا يمه ..
ترد الوالدة العارفة البير وغطاها ..
(أريتو يجيب مريسة تام زين) ..

واحدة طول اليوم تتسرح وتتمسح ..
ورافعة إيدا من خدمة البيت ...
تجي حبوبتها داخلة تلقاها بالحالة دي ..
تقول ليها -- دون حرج--..
(أريتو يجيب مريسة تام زين) ..

و تام زين في (عزلتها المجيدة) ..
تواصل عملها المعتاد...
لن تعرف أبدا أن اسمها صار علي كل لسان ..
وأنها أصبحت مشهورة أكثر من صاحبة الحانة ..

(منقوله من موقع)

عن الكاتب :

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *